languageFrançais

الحمامي: حكومة بودن جعلت من الصمت خيارا اتصاليا لمواجهة الأزمات

أكّد الصادق الحمامي أستاذ علوم الاتصال والأكاديمي والباحث في الميديا خلال حضوره في برنامج ميدي شو اليوم الجمعة 14 أكتوبر 2022 أنّ كل القطاعات الحيوية في تونس تعيش ازمة مقابل ''صمت حكوميّ غريب''، وفق تعبيره.

وأضاف "حكومة بودن جعلت من الصمت خيارا اتصاليا استراتيجيا معقلنا وهو خيار غريب لأن في ادبيات الاتصال السياسي والمأسسة هناك تقنيات الظهور ومخاطبة الرأي العام ومن خصائص السلطة الديمقراطية تقديم تبريرات وتوضيحات للشعب".

وشدّد الحمامي على أنّ أول قاعدة في اتصال الازمات هي مصارحة الناس بالحقيقة والتعامل مع الرأي العام بمنطق الاقناع وليس تزييف الحقائق "لان إخفاء الحقيقة يعني تأجيل الازمة وبالتالي تعميقها ".

وتابع "نحن في أزمة مستمرة منذ 2011 لهذا أنشأت الحكومات السابقة وظيفة المستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة الذي كان يمارس نوعا من وظيفة وزير الاعلام دون تسمية وكان يعطي آخر المستجدات وتفاصيل الأحداث لكن ما يحدث مع حكومة بودن أنّ لا وجود لتوافق بين الفريق الحكومي ولا ترابط بين تصريحاتهم".

"وزراء استغلوا صفحات الوزارات لاستعراض صورهم"

كما استغرب أستاذ علوم الاتصال والأكاديمي والباحث في الميديا من جعل بعض الوزراء صفحات الوزارات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لهم وتحويلها إلى صفحات شخصية لاستعراض إنجازاتهم وصورهم "وهي فضيحة لان الاتصال الحكومي ليس ممأسسا وهناك استثمار لموارد الدولة في الاتصال لفائدة أفراد". 

وأقرّ الصادق الحمامي أن ما يحدث في جرجيس يلخص الاضطراب الذي يتسم به الاتصال الحكومي، قائلا "هناك غضب عارم وألم وكان يجب على الوالي ان يصارح المواطنين وأن يتبع سياسة الشفافية في إدارة الازمة وتشريك الراي العام في أدق التفاصيل من ذلك مسألة التشريح على سبيل المثال".

الأزمات يجب أن تدار ساعة بساعة 
 
وفي السياق ذاته، ندّد ضيف "ميدي شو'' بغياب المعلومات عن فاجعة جرجيس من الجهات الرسمية وتقديمها للصحفيين، قائلا "كان المفروض أن تدار الأزمة ساعة بساعة بتقديم أهم المستجدات.. فهل من المعقول ان تقع ازمة بمثل هذا الحجم ولا نعقد ندوة صحفية ؟ "

كما تطرّق الحمامي إلى أزمة المحروقات "مرة أخرى لا نصارح التونسيين بالحقيقة البسيطة التي يمكن ان تجعل جزء من الرأي العام يتفهم الاكراهات التي تخضع لها السلطة ووزارة الطاقة وتصريحات المسؤولين في هذا السياق كان من المفترض أن تكون متطابقة لان الروايات المتضاربة تغذي الاخبار الزائفة وتعمق الازمة مما سينعكس على سلوكيات المواطن فيما بعد". 

وفي ختام مداخلته شدّد الصادق الحمامي على أنّ غياب المعلومة سيخلق رأيا عاما انفعالي وعاطفي يتصرف بطريقة مزاجية مما قد يؤدي الى قطيعة بين الحكومة والمواطنين ويخلق ازمة ثقة، وفق تعبيره.